لما نزلت برة حدود أوضتي وشفت الشارع، حسيت إن العالم حواليا بيتغير. ابتديت ألعب لعبة الفيلم علشان أقدر أتأقلم؛ كأني بتفرج على الأحداث بس هي مش هتأثر عليّا بشكل مباشر. وكانت لعبة لطيفة في الأول لأن الأحداث سريعة جدا. بس دا فيلم، وهيخلص لأن الأفلام بتخلص. وابتديت أحكي مع صحابي عن الموضوع كأني مش جزء منه، وإنه بعيد. وأقعد بالساعات أتريق وأهرتل نظريات مؤامرة لأن في دماغي دا فيلم، ولازم يعني أكيد يحصل بلوت تويست!
دايما بحاول أهرب من الهدوء والسكوت وبدور على الزحمة والجري. بس دلوقتي كله وقف، والدوشه هديت، لكن الدوشة اللي جوايا صوتها عالي… أعلى من أي حاجة. حاولت أعلّي الدوشة اللي برة، بس الدوشة اللي جوايا بتسيطر.
THE CLUTTER IS TAKING OVER
ساعات بسرح وفكرة إن دا أكيد فيلم تخبط جوا دماغي تاني، والأحداث تقول لها:
“ناس مش فاهمة وناس بتجري، مشهد فيه كلنا بُعاد عن بعد، وبنحاول نلمس أي حد لأن التواصل البشري رفاهية منقدرش عليها، ومخاطرة احنا مش قدها.”
Human contact is a luxury/risk we cannot afford
مشهد أسرع لأرقام بتزيد، بس لسه انا في فيلم، والفيلم بيخلص وأنا بعيدة.
مشهد تاني موازي لشخص بيحضن حد، وقد إيه دا فعل عادي جدا ومش المفروض اركز معاه كدة. بس دلوقتي ليه نشوة لذيذة علشان احنا بتنمرد علي الكورونا. أنت عارف إنه فعل غلط، وبيخلص على طول بقلق وتوتر. ومشهد الحضن ده لوحده والتوتر اللي بيجي بعده بيفكرني بـ “اللي عامل عملة”… زي أهلي لما يحذروني من حاجة وأنا صغيرة، بس أقرر أعملها وأحس بنشوة لذيذة، بس بعدين بعيش بإحساس اللي عامل عملة.
ذروة الأحداث هي إحساسك إنك معندكش أي سيطرة على أي حاجة بتحصل حواليك، إدراك قد ايه انت هش!
التغيير اللي بيحصل في العالم برة أوضتي ده بيقربني خطوة كل شوية من مقابلة أسوأ أعدائي اللي كنت بتفاداه من زمان، وهو مدفون بس الكورونا طلعته.
الدوشه اللي جوايا بتزيد، وحتى الدوشة اللي برة مش موقفها خلاص… لازم أفضل أقنع نفسي إنه فيلم.
A movie about an anxious claustrophobic person stuck in a limbo while the world is on a pause.