أكتوبر 4, 2016
اسراء صالح
في ورشة كتابة، صوت بيسألنى (مش فاكرة صاحب السؤال ولا السؤال) بس أنا جاوبت عن إشكالية في مخي- هاكتب عن إيه؟ ده إحنا حيالله بيتحرشوا بينا في القاهرة!
صمت والإجابة دخلت على ودني عدل ..اللى قاعدين بيضحكوا بابتسامة بلهاء، وبيتسائلوا “هو الامتهان الجسدي اللى بيحصلنا ده طلع ولا حاجة ولا إيه؟ هو أنا طلعت تافهة قدام ستات مزغونة، اللي بيشتغلوا شغلانات مكسبها 2 و3 جنيه ولا اللي جوزها مات ومش عارفه تقلع الأسود من 15 سنة ولا اللي خايفة تكمل وتتجوز فتتحرم من عيالها ولا اللي اتحرمت من عيالها اصلا ولا اللي خافت تروح كوافير يتكلموا عليها؛ بتتزوق لمين وهي بطولها فجابت موس الحلاقة وبالغلط شالت كل حواجبها ولا اللي بتضحك ومحرومة من ضناها، بتشوفها مرة في السنة واللى كان نفسها تكمل ثانوية عامة ولأن مفيش مدرسة ويعنى إيه بنت تركب مواصلة لقرية على بعد 3 أو 4 كم لوحدها، فأخدت دبلوم ومكملتش ..إحنا جينا هنا بالباراشوت عشان ندرب ستات على الحكي؛ وأنا شعري منعكش ومش شبهم، أنا هأذيهم كده بس أنا بحبهم…..في ثانية كل الكلام ده كان بيدور جوايا، مسكت ورقة وقلم وحسيت بالاغتراب والعجز… بعد ساعة بدأت اعيط واعيط بنحيب وصوت عالي، انا بخرج من دايرة الراحة ومن هنا كتبت جمل هى احلى ما كتبتها في حياتى.
المنيا البلد اللى في قلب الجبل وكأنها من برا “هوليود مصر” بس من جوا القرى ناس طيبين وغلابة ووشوش بتضحك وتتريق وتغنى وهى موجوعة، مفيش خدمات تقريبا تذكر، في خضار وزراعة وقلوب بتطير تطبطب عليك ….”اكتبوا عشان هتعملوا عرض ارتجال” ساعة بفضي اللي في مخي على الورق، طلع كلام حلو مننا كلنا ويشبهنا. إيه ده هو الباراشوت راح فين؟ مفيش باراشوت اصلا لان كلنا موجوعات وعندنا بلاوي، صحيح لدينا كقاهريات امتيازات بس حاربنا عشان ناخدها ولسه بنخوض معارك صغيرة وكبيرة؛ الست اللى اتكتفت واترمت في الزريبة عشان ماقالتش لأبوها انها اتخانقت مع زميلتها، اتعاقبت عشان تتعود متخبيش حاجة ..متفرقش عن اسراء اللي اتعملها كشف عذرية وعمرها 8 سنين بحجة إن في اغتصاب وأمى عاوزة تطمن عليا، متفرقش عن الضرب بالخرطوم والحزام اللى ياما خدوا منى راقات وحديدة الحزام اللى لسه سايبة نتوءات في دماغي، بس ايه بس يا اسراء؟ بس الجهل متأصل فينا وكلنا مرضى بنسب وضحايا لعنف مجتمعي أسري، اهو عنف.
هاكتب مهرجانات … .مانيكير ونقوش مكواه وسشوار مكياج لعرايس وزواق دى… بتجري على الارزاق …لابسين فساتين ع الموضة ضد الايام السودا.. اصلها بتحب زواق دى بتجري على الارزاق وانا اصلي بحب الموت… اهون من اي غياب .
وقت ما خلص العرض كنا بنحضن بعض احنا والستات وعنينا مليانة دموع بس واحدة منهم وهى بتحضنى قالتلى انتوا قولتوا اللى عاوزين نقوله، أنت اللي هتصبريني على العيشة…
سبت المنيا والستات وانا حاسة انى عاوزة ارجع تانى للناس اللي شبهى من جوا آه بس يمكن من برا لا..
* مزغونة: قالولنا إن ده الأسم القديم لقريتهم وغالبا جاي من كلمة مسجونة اللي اتحرفت للاسم ده مع الزمن قبل ما تتسمى حديثا أبو غرير
اسراء صالح
بنت المصاروة