إن حاجتنا كنسويات نسعى بفعل فردانيتنا لإيجاد نقطة يمكن أن تلتقي فيها تجاربنا باختلافها ومساحة تستوعب توحشنا برحابة، وهوياتنا بغبطة، ولا تجبرنا على التماهي الفظ والانخراط الخانق؛ مساحة لا ترانا داخل الحدود الضيقة لصرامة الحياة اليومية العابسة بل تسمح لنا بالتعبير، كفعل تفكير وكحق لكل إنسان . واستكمالًا لالتزامنا ورغبتنا بتقديم وإتاحة هذه المساحة وسعينا للمشاركة بمحتوى معرفي نسوي عن النوع الاجتماعي والجنسانية باللغة العربية نقدم لكم دوريتنا الثالثة التي اختار أغلب كتابها أن يخوضوا/ن تجربة النشر لأول مرة! وقرروا/ن بذلك تحدي الأسئلة التي كانت تؤرقنا بحق حول الامتيازات التي تصاحب عملية الكتابة؛ بدايةً بمن هو الكاتب؟ من يحق له الكتابة؟ من يحظي بالأولوية ليُسمع ويُقرأ وينشر له؟ من يحدد الثقافة المهيمنة والأطر التي من المفترض أن تكون الكتابة داخلها، وما هي الأولويات التي يجب التحدث عنها كنسويات وكنسويين أتيات وآتون من خلفيات مختلفة بهويات مختلفة؟
يخرج العدد الثالث باجتهادات وأصوات من انخرطوا وانخرطن في الحلقات الدراسية ومجموعات القراءة التي لم يكن الهدف منها إتاحة المعرفة فقط لكن أيضًا خلقُ عملية تشاركية للنقد والتحليل وتكسير المفاهيم المتعلقة بالنوع الاجتماعي والنسوية، فكتبوا في هذا العدد عن أجسادهن/م وهوياتهن/م، ناقدين الأنظمة المتحكمة في حيواتنا كالأبوية والتمييز على أساس الجنس والنوع الاجتماعي، كتبوا عن المؤسسات الاجتماعية المحافظة ومؤسسة الصحة النفسية وأيضًا الحركات الدينية، كتبوا عن الحركة اليسارية، الجينات التعسة، وإنتاج الجسد داخل خطابات الحداثة، وكانوا “فوق كل شيء بسطاء، مباشرين، ولحظيين”. غلوريا أنزلدوا* بتصرف.
وحدة الإنتاج المعرفي باختيار