موريليا
مش فاكرة كتير. فاكرة إن بابا كان بيزعق، لما أنزل ألعب في الشارع. وفاكرة إن محدش اهتم يعلمني أركب عجل، عشان متعورش. فكان البديل، إني أروح للجيران، اللي ولادهم أكبر مني في السن بكتير. كنت في سن الحضانة. وهم، أفتكر، في ثانوي. كنت لسة ما دخلتش أولى إبتدائي، وعرفت العادة السرية، من تكرار لمس ابن الجيران للتوتو. مفتكرش إني حسيت إنه غلط، لأنه كان غريب. بس فاكرة، إني حسيت، إنه مش المفروض يحصل. فضلت ألمس التوتو. وكنت ببقى مبسوطة بسخونة جسمي. يمكن لحد إعدادي. بعدين قررت إنه حرام؛ عشان لما أتجوز، ماينفعش جسمي يتعود إنه يسخن بسهولة، وعشان كمان، أكيد، هتبسط أكتر، مع اللي هتجوزه. مش قادرة أفتكر قد إيه استمر اللمس. لكن فاكرة إن ابن الجيران كان، كل مرة، بيخليني أشم الريحة الوحشة، اللي جاية من جوا، على صباعه. يمكن دي كانت أكتر حاجة، أنا فاكراها، لأنها قعدت سنين في تخيلي لتكوين جسمي. شكله حلو من برا، وريحته وحشة من جوا.
أبوها، كان قليل الكلام بالنهار، وكثير الاعتداء جنسيًا عليها بليل. الاعتداء استمر سنين، ومحدش صدقها، لما إتكلمت. أنا معرفش كتير عن قصتها. كانت شاربة، وهي بتحكي. ومارضتش أسأل، لكني سمعتها باهتمام.
فضلت فترة لحد مافهمت رد فعل جسمي، مع قرب الرجالة، اللي اخترت رفقتهم، لمسي. لما ربطت، وده كان للأسف قريب، بين تصوري لتكوين جسمي، ورد فعله وقت الحميمية. بعتقد، اللي عطل الربط الذهني، إن العلاقات، اللي دخلتها، الاعتداء فيها مكانش شكله صريح، زي المرة (أو المرات) الأولى. فاكرة شريك سابق، هيمن عليه فكرة، إني قليلة العلاقات، وإنه يقدر يقود العلاقة الجنسية، عشان هو عارف “يسرع إمتى، ويبطىء إمتى،” وإن كل طلباتي، هي قلة خبرة. وكان اللمس، معظم الوقت، غير مرغوب فيه. كنت بهتم أعرَّف شركاء السرير، إني مريت بتجربة إعتداء. وكان غريب برود ردود فعلهم. هو ليه محدش مهتم إني مريت بتجربة إعتداء؟ مهم، بالنسبة لي، أشارك التجربة دي، لأنها بتساعد فهم، مقاومة جسمي، في مراحل لاحقة، وأحيانا بتساعد في التعامل معاها.
هو لو كان الاعتداء الجنسي، اسمه إعتداء جنسي، وقت أما إتعرضت له. ولو كان اسمه إغتصاب، مش زنا محارم، لما هي حاولت تحكي عنه. مش يمكن كانت هي ماواجهتش الإنكار الجماعي، من أهلها، ﻹن أبوها ممكن يعمل كدة؟ مش يمكن، لو كان أبويا أنا، مش خايف من كرسي العجل قوي بدون داعي، كان زماني تصوري عن جسمي إنه بيعرف يعمل توازن؟
إحدى طرق تعاملي مع تجربة الاعتداء، متكررة التواجد في ذاكرتي. حصلت، من غير اتخاذ قرار واعي بمواجهتها. بالتدريج، لقيتني بترجم اهتمامي بأمن الستات، وأجسادهن، بشغل وظايف عناوينها كدة. كلامي عن الجنس، والسلامة الجسدية، كجزء من شغلي، خلى، تدريجيًا، نظرتي لجسمي، وتجربتي تختلف. ولوقت قريب، مقدرتش أشرح، للزملاء والزميلات، غضبي، وقت مناقشتنا لانتهاك بعينه لأجساد الستات. “ماتخديش الحاجة على أعصابك!” ولو أنا مخدتش “الحاجة على أعصابي،” إيه اللي ممكن يوقفها غير الغضب؟ مش يمكن سبب، من أسباب عدم تحقق حق، هو انه بيتطلب؟ وإن العاملين والعاملات، بمجموعات حقوقية، يلزمهم بعض من الغضب؟