المبادئ النسوية للإنترنت
نسخة ٢،٠
تاريخ الإصدار: أغسطس ٢٠١٦
المؤلف والناشر: جمعية الاتصالات التقدمية
تاريخ الترجمة: 26 نوفمبر 2017
ترجمة: لبنى درويش
المبادئ النسوية للإنترنت (PDF)
مقدمة
يعمل الإنترنت النسوي على تمكين عدد أكبر من النساء والأفراد الكويريين، على التمتع الكامل بحقوقنا٬ والمشاركة في المتعة واللعب، وتفكيك النظام الأبوي، بكل تعددياتنا. وذلك بدمج اختلافات واقعنا، وسياقاتنا، وخصوصياتنا في الأعمار والإعاقات والجنسانيات وهوياتنا وتعبيراتنا الجنسية، ومواقعنا الاقتصادية والاجتماعية، وقناعتنا الدينية والسياسية، وأصولنا الأثنية وعلامتنا العرقية. تحقق المبادئ الأساسية التالية حاسم في قدرتنا على إدراك إنترنت نسوي.
الاتصال
يبدأ الإنترنت النسوي بتمكين عدد أكبر من النساء والأفراد الكويريين من التمتع باتصال للإنترنت شامل ومقبول ومفتوح ومتساوي وغير مشروط وفي متناول قدراتهم المادية.
نحن نحمي وندعم الوصول غير المقيد للمعلومات المتعلقة بالنساء والأفراد الكويريين، وخاصة المعلومات المتعلقة؛ بالحقوق والصحة الجنسية والإنجابية، والمتعة، والإجهاض الآمن، والمعلومات القانونية وقضايا مجتمع الميم. مما يتضمن استيعاب تعدد القدرات واللغات والاهتمامات والسياقات.
يحق للنساء والأفراد الكويريين تصميم وتعديل واستخدام تقنية المعلومات والاتصالات بشكل نقدي لاستعادة التقنية كمنبر للإبداع والتعبير ومواجهة ثقافة التمييز بأشكالها المتعددة في كل المجالات.
الحركات والمشاركة العامة
الإنترنت مساحة يتم فيها ممارسة الأعراف الاجتماعية وفرضها وإعادة التفاوض عليها. وعادة ما تكون امتدادًا لمساحات تشكلت على يد الأبوية والغيرية الجنسية كإطار قياسي. وبالمثل، فمقاومتنا على الإنترنت هي امتداد لمقاومتنا في مساحات أخرى؛ عامة، شخصية أو ما بينهما.
الإنترنت مساحة سياسية للتغيير. تُسهل أشكال جديدة من المواطنة، التي تتيح للأفراد تشكيل وإعلان ذواتهم وأنواعهم الاجتماعية وجنسانياتهم، والتعبير عنها. بما يتضمنه ذلك من تربيط عابر للحدود للمطالبة بالمساءلة والشفافية وخلق فرص لبناء حركة نسوية مستدامة.
نحن نؤمن بتحدي المساحات والمناهج الأبوية التي تتحكم في حوكمة الإنترنت. كما نؤمن بتمكين عدد أكبر من النسويات والكويريين ليصلوا لمائدة صنع القرار في حوكمة الإنترنت. نريد تحويل اتخاذ القرار في حوكمة الانترت لإجراء ديموقراطي و نشر سلطته وملكيته في الشبكات العالمية والمحلية.
الاقتصاد
نلتزم بمساءلة المنطق الرأسمالي الذي يدفع بالتقنية نحو المزيد من الخصخصة والربح وسلطة الشركات. ونعمل لخلق بدائل من السلطة الاقتصادية٬ التي تقوم على مبادئ التعاون والتضامن والشيوع والانفتاح والاستدامة البيئية.
نلتزم بالخلق والتجريب في التقنية بما يتضمن؛ الأمان والسلامة الرقميين، واستخدام البرامج والأدوات والمنصات الحرة ومفتوحة المصدر. ويلعب كل من دعم ونشر ومشاركة المعرفة فيما يخص البرمجيات مفتوحة المصدر دورًا محوريًا في ممارستنا الرقمية.
التعبير
نستخدم قوة الإنترنت في تعظيم وإيصال صوت تجارب النساء وواقعهن المُعاش. نحتاج لمقاومة الدولة والمجموعات الدينية اليمينية وأي قوى متطرفة أخرى تحتكر الخطاب الأخلاقي فيما تُسكت الأصوات النسوية وتلاحق المدافعات عن حقوق الإنسان.
ندافع عن الحق في التعبير الجنسي كحق للتعبير لا يقل أهمية عن الحق في حرية التعبير السياسي أو الديني. ونعارض بشدة جهود الأفراد والجهات الحكومية وغير الحكومية في استخدام التقنية والتشريعات أو العنف لتقييد وتنظيم ومراقبة أشكال التعبير النسوية والكويرية على الإنترنت والسيطرة عليها.
ندرك أن البورنوجرافيا على الإنترنت موضوع يرتبط بقضايا السلطة، والقبول، والقوة وقوة العمل. نحن ببساطة نرفض الربط السببي المخل بين استهلاك البورنوجرافيا والعنف ضد المرأة. نحن نرفض أيضِا استخدام المصطلح الجامع “محتوى غير لائق” لوصم التعبير عن جنسانية النساء والكويريين. وندعم مقاومة المحتوى الذي ينطلق من وجه نظر تحديق الذكورية، عن طريق خلق واستعادة محتوى مثير يضع شهوات الأفراد الكويريين والنساء في مركزه.
السيطرة
نحن نطالب بالاحتياج لتضمين أخلاقيات وسياسات التراضي في ثقافة وتصميم وسياسات وشروط استخدام منصات الإنترنت. سيطرة النساء على أمورهن تكمن في قدرتهن على اتخاذ قرارات مبنية على معرفة صحيحة فيما يخص أي من جوانب حياتهن العامة أو الخاصة يردن مشاركتها على الإنترنت.
ندعم الحق في الخصوصية والسيطرة التامة على الداتا والمعلومات الشخصية على كل الأصعدة على الإنترنت. ونعارض استخدام الداتا من قبل الدول أو الشركات من أجل الربح أو التلاعب بالمستخدمين. كانت دائما المراقبة هي أداة الأبوية التاريخية والتي أُستخدمت، ومازالت تستخدم، لتقييد أجساد وخطاب النساء ونشاطهن السياسي والسيطرة عليهن. ويتساوى قلقنا من المراقبة بغض النظر عن فاعلها، كانت مؤسسات حكومية أو غير حكومية، أو قطاع خاص، أو أفراد.
يحق لنا السيطرة على تاريخنا الشخصي وذاكرتنا على الإنترنت، بما يتضمنه ذلك من القدرة على الوصول لكل معلوماتنا الشخصية والداتا الخاصة بنا على الإنترنت والقدرة على السيطرة على تلك الداتا بمعرفة من يحق له الوصول إليها وتحت أية شروط وقدرتنا على محوها للأبد.
ندافع عن الحق في المجهولية على الإنترنت ونرفض الادعاءات التي تحد من الحق في استخدامها. تسمح المجهولية بحرية التعبير على الإنترنت خاصة عندما يخص الأمر كسر مسلمات وتابوهات مثل؛ الجنسانية، الغيرية كإطار اجتماعي حاكم، والتجريب فيما يخص النوع الاجتماعي، وتحقيق الأمان للنساء والكوريين الذين يتعرضون للاضطهاد.
ندعو لإدراج تجارب صغار السن وأصواتهم في عملية اتخاذ القرار المتعلقة بالأمان والسلامة على الإنترنت ونشجع أمانهم وخصوصيتهم وحقهم في الوصول للمعلومات. نقر بحق الأطفال في نمو عاطفي وجنسي صحي، وذلك يتضمن حقهم في الخصوصية والوصول لمعلومات إيجابية بخصوص الجنس والنوع الاجتماعي والجنسانية في هذا السن الحرج.
ندعو كل المعنيين بالإنترنت من مستخدمين، وصانعي السياسات والقطاع الخاص بالتعامل مع مشكلة التحرش على الإنترنت والعنف المرتبط بالتقنية. يتعرض النساء والأفراد الكويريين لحملات هجوم وتهديد وتخويف ومحاولات للسيطرة حقيقية ومؤذية ومقلقة، وهي جزء من المشكلة الأكبر للعنف بناءً على النوع الاجتماعي. التعامل مع هذا العنف ووضع نهاية له هو مسؤوليتنا الجمعية.
للاطلاع على النص الاصلي باللغة الانجليزية