ما يتوجب فعله من هنا وكيف؟ (PDF)
غلوريا آنزالدوا
*مقدمة الطبعة الثانية من كتاب (This Bridge Called My Back هذا الجسر يدعى ظهري) 1983، دار نشر (KITCHEN TABLE: Women of Color Press) نُشرت في الأصل بعنوان( ?What to do from here and how)، وكُتبت بمزيج من الإنجليزية والإسبانية.
ربما مثلي، تعبتِ من المعاناة، ومن التحدث عن المعاناة،(مُثَقَلةٌ بمعاناة حساب أمطار الدم وليس أمطار الزهور)؟. ربما مثلي، تعبتِ من خلق التراجيديا من حيواتنا. (دعينا نهجر آكل الذات: الغضب، الحزن،الخوف). (كفانا صراخًا قبالة الرياح – كل الكلمات ضجيج لو لم يرافقها فعل). (دعينا نصمت، ولا نقول شيئًا حتى نجعل الكلمات مستنيرة وفاعلة). (كفانا سلبية وتضييعًا للوقت في انتظار الحبيب، الحبيبة، الربات، أو الثورة). (لا يسعنا التوقف في منتصف الجسر بأيدي معقودة).
ومع ذلك، فالفعل وحده ليس كافيًا، العديدات منا تعلمن الجلوس ساكنات تمامًا، ليحسوا بحضور الروح والتواصل معها. لقد بدأنا ندرك أننا لسنا تحت رحمة الظروف كليًا، وأن حياتنا ليست خارج إرادتنا بشكل تام. وأننا لو صنفنا كضحايا فسوف نصير ضحايا، وأن اليأس انتحار، وأن الهجمات الذاتية توقفنا في مساراتنا. نحنا نعبر المقاومة الداخلية ببطء، تاركات خلفنا الصور المهزومة. لقد أدركنا أننا لسنا وحدنا في نضالنا ولسنا منفصلات ولا مستقلات ولكن أننا – بيض سود مغايرات كويريات ذكور وإناث – متصلين. وكلنا مسئولون عما يحدث حولنا، جنوب الحدود أو عبر البحار. وأن أولئك المحظوظات بيننا بـ : الذكاء، القوة الجسدية، النفوذ السياسي، الطاقات الروحانية، يجب أن يتعلمن مشاركتها مع من هن أقل حظًا. علينا أن نتعلم الاعتماد أكثر على موارد بقائنا، وأن لا ندع ثِقل هذا الحِمل، هذا الجسر يكسر ظهورنا. ألم نعتد دومًا حمل أباريق الماء، الأطفال، الفقر؟ لم لا نعتاد على حمل سلال الأمل، الحب، رعاية الذات وأن نخطو بخفة؟
مع هذا الجسر … (بدأنا نخرج من الظلال؛ بدأنا نكسر الروتين والأعراف القمعية ونتجاهل المحرمات، لقد بدأنا نحمل بفخر مهمة إسعاد القلوب وتغيير الوعي). (أيتها النسوة، لا تدعن خطر الرحلة ولا اتساع الأراضي يخيفنا – دعونا ننظر إلى الأمام ونفتح مسارات في هذه الغابات). (يا الرحالة، ليس هناك جسور، فنحن نبنيها أثناء سيرنا).